خواطر رمضانية الخاطرة الثالثة والعشرون : ترشيد الاستهلاك وقت الأزمات لوزير الأوقاف
خواطر رمضانية
الخاطرة الثالثة والعشرون
ترشيد الاستهلاك وقت الأزمات
ينهى ديننا الحنيف عن الإسراف والتبذير في كل شيء ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا”، ويقول سبحانه : ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، ويقول سبحانه وتعالى: ” وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً”، ويقول سبحانه وتعالى: “وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا”, ويقـول نبينـا (صلى الله عليه وسلم) : ” كُلُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُـوا فِى غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ “.
وإذا كان ترشيد الاستهلاك مطلوبًا كنمط حياة، فإن الأمر يكون ألزم وأولى في أوقات الشدائد والأزمات، بل إن الأمر لا يقف عند حدود ترشيد الاستهلاك فحسب، إنما يتطلب مع ذلك البعد عن الأثرة والأنانية والشره في شراء السلع وتخزينها فوق الحاجة الضرورية ، مما يتسبب بالطبع في شحها ورفع أسعارها وضرر الآخرين ، بل ضرر الجميع، والقاعدة الفقهية الشرعية أنه:”لا ضرر ولا ضرار”، وقد قالوا: أنت حرٌّ ما لم تضر.
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف